قيمي

يضيع الناس في الحياة عندما يرون الصورة ناقصة للظروف التي يمرون بها، ويحدث هذا بسبب التشويش الذي قد يحدث في عقولهم نتيجة عدد من الأحداث والمواقف التي مر بها كل شخص في الماضي بحسب نشأته وبيئته ومجتمعه، هذا التشويش لا يجعل الفرد يرى اليسر في قلب الأحداث العسيرة، بل تجعله أحيانا في موقف يكون طريق الحل أمامه بسهولة لكنه بسبب التشويش وعدم البيان لا يراه فيستمر في المعاناة طويلا بل ربما يرفضه إن نصحه أحد لأنه لا يرى فيه الخلاص والنجاة، لذا فإن من أهم القيم التي أعيش بها وأسعى لنشرها يوميا هي قيمة البيان، والتي أسعى فيها بصدق أن أبين للشباب طرق عملية تحفز لديهم إعمال العقل بالتفكير والتأمل حتى ينشط لديهم البيان ويرون أبعادا مختلفة للصورة وللمواقف التي يعيشون فيها مما يجعلهم يرون طريق اليسر دائما وطريق اليسر من وجهة نظري هو معنى الصراط المستقيم الذي هو أقرب طريق للوصول لأي هدف يريده الإنسان. 

بالبيان يعيش الإنسان سعيدا، فطنا، لماحا، متدبرا، واعيا وهو من وجهة نظري أهم سمة وأداة تجعل الإنسان يعيش الحياة الطيبة المليئة بالنعيم والوفرة والسعادة. 

يظن البعض بسبب اختلاف التفاسير حول هذه الكلمة أن الحكمة درجة من درجات الوعي أو الإدراك، لكني أرى أن الحكمة هي أعلى درجات التحكم والقيادة، وهي بالطبع تحدث بعد حالة العزة والفهم السليم لأهم قوانين الكون الذي نعيش فيه، فإن لم يستطع الإنسان التحكم في أفكاره فإنه يعيش الحزن والعذاب أو الخوف والرعب والفزع، وإن لم يستطع التحكم في أفكاره يفقد زمام أمور حياته وتهجم عليه الأمراض النفسية أو العضوية مثلا إن لم يستطع التحكم في رغباته في الأكل والشرب والعادات الحياتية اليومية. 

لهذا فقد جعلت الحكمة التي تعني أعلى درجات التحكم من أهم القيم التي أعيش بها والتي أنشرها يوميا للناس، ليتدرجون فيها بدءا بالتحكم بالأفكار والمشاعر وانتهاءا بالوصول إلى أعلى درجات الحكمة التي يستطيع فيها الفرد أن يتحكم في مستقبله وحياته بل يستطيع بها التحكم في قدره بالأسباب التي وضعها الخالق لكي تحدث لنا الأقدار التي أردناها بيسر وسهولة، ويعيش عندها الإنسان بحق حالة التيسير لليسرى، والتي لا يستطيع تحقيقها إلا من أوتي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، وما يذكر إلا أولوا الألباب . 

بسبب عدم انتباه البعض للقوانين الهامة في هذه الحياة يكونون أسرى ظروفا أو مواقف وأحداث، إما في بيئتهم الأسرية أو المجتمعية، هذا الأسر يجعل الشخص يعيش في حالة ذل إما للمال أو للظروف أو حتى للأشخاص في حالات التعلق الشديد التي يظن فيها البعض أنهم في حالة حب وعشق، وحالة الذل هذه تجذب للأشخاص ظروفا وأحداثا تزيد ذله وإحساسه بالعجز أو الاستسلام والهوان، لذا كان من المهم تحقيقا لرسالتي الكبرى في الحياة أن تكون قيمة العزة من أهم القيم التي أعيش بها وأسعى لنشرها، حيث أجتهد بحسب ما أوتيت من وعي وعلم هداني له ربي حتى الآن، أن أقدم طرقا ووسائل وتدريبات ومعلومات تنسف عند الشخص حالة الذلة والمسكنة وتجعله يتذوق طعم العزة والرفعة التي ينبغي أن يعيشها في هذه الرحلة الحسية الأرضية. 

نحن خلقنا لنعيش العزة ونتذوقها لكي تكون معينا لنا لتحقيق رسالتنا العليا في هذه الحياة، وكلما حقق الإنسان رسالته في الحياة أكثر كلما تذوق طعم العزة أكثر وأكثر، ولا يستطيع الإنسان إدراك شغفه ورسالته قبل أن يعيش حالة العزة من البداية والتي تشبعه وتجعله يعود إلى مساره البشري الحقيقي الذي أراده خالق هذه الحياة.